الألماسة الزرقاء

 سبب المنع ليس سرقة المجوهرات فقط؟! القضية لها أبعاد أخرى... نبدأ بالقصة باختصار .. .. القصة حدثت في عام1989 حيث كان هناك عامل تايلندي يعمل بقصر الأمير فيصل بن فهد منذ عام 1985وحصل على ثقة جميع العاملين في القصر من خدم وحراس =

وفي أحد أيام الصيف من عام 1989 حضر "التايلندي" للقصر وتوقف عند زميله الفلبيني الذي يعمل على جهاز الإنذار للقصر وبدأ يتحدث معه...
والفلبيني يثق بالتايلندي بحكم انه يعمل منذ سنوات بالقصر؛؛ المهم تمكن التايلندي من معرفة الارقام السرية التي توقف عمل جهاز الانذار للقصر
في هذه الأوقات الأمير وجميع أفراد عائلته خارج المملكة لقضى الإجازة... ولم يكن بالقصر إلا الخدم والحرس
ذهب التايلندي وعاد مساء اليوم التالي و اوقف جهاز الإنذار ودخل أحدى الغرف التي يشرف على العناية بها وفتح الخزنة الحديدة دون أن يثير انتباه أحد وأخذ خمسة خواتم مرصعة بالماس وعاد لسكنه
يقول السارق التايلندي أنه لم يعرف النوم تلك الليلة لأنه لم يسرق كمية كبيرة من المجوهرات
لم يكتفي السارق بالخواتم بل كرر فعلته اليوم التالي وظل يتردد طول شهرين مستغلا وجود الأمير وعائلته خارج السعودية
بعد شهرين استطاع التايلندي أن يفرغ الخزنة من جميع المجوهرات،ووضعها في مستودع بجانب غرفته قبل أن يشحنها مع شركات الشحن لبلاده
اللص التايلندي ترك 20كيلو من المجوهرات ونقلها الى تايلند معه في الطائرة وعندما اوقفه موظف الجمارك التايلندي ليحقق معه اعطاه حوالي 300 دولار وتركه ...
فور وصوله الى مسقط رأسه قام بدفن بعض المجوهرات والنقود فى حديقه خلف منزله .. فيما اخذ يعرض بعضها على جيرانه وباع بعض القطع بمبلغ 120 الف دولار امريكى .
وبعد أيام عاد اصحاب القصر(الأمير وعائلته) من اجازتهم واكتشفوا اختفاء المجوهرات والأموال من الخزنة و أبلغوا الجهات المختصة.. بعدها بدأت الشكوك كلها تدور حول الخادم التايلندي الذي سافر مؤخرا
اتصلت الجهات المعنية بالحكومة التايلندية والتي بدورها اعتقلت الخادم فاعترف فورا بالسرقة واعطاهم ماتبقى من المجوهرات وكشف أسماء الذين اشتروا منه باقي المجوهرات واعترف أن من الذين اشتروا منه كان رجال شرطة برتب كبيرة!!
اثناء اعتقاله كان على رأس رجال الشرطة المقدم (كالور كيرديت)وقد اصبح اسمه لاحقا فى قائمة كبار رجال الشرطه الذين اخفوا قسما كبيرا من المجوهرات ==
عندما سلم السارق المجوهرات للشرطة وتحديدا الضابط(كالور كيرديت) هذا الضابط لم ينقل المجوهرات للمركز الرئيسي للشرطة بل ذهب لفندق ومعه المجوهرات وتقاسم هو وكبار الضباط وشخصيات سياسية القطع الثمينة(مثل الماسة الزرقاء) 
"الصورة تعبرية"
وبعد أسابيع دعت قيادة الشرطة فى بانكوك وسائل الاعلام الى مؤتمر صحفى اعلنت فيه نصرها والقبض على السارق وكان بعض وسائل الاعلام بدء يلمح الى أن قطعا ثمينة اختفت بالفعل ولم تصل الى خزائن الشرطة
قام رجال الشرطة الملكية التايلاندية بالذهاب إلى المملكة العربية السعودية لإعادة المجوهرات المسروقة، ولكن اكتشفت السلطات السعودية أن نحو نصف المجوهرات كانت مزيفة وبعضها مفقودة مثل الألماسة الزرقاء.
وكانت المعلومات الاستخباراتية التي تصل إلى السفارة السعودية في بانكوك تشير إلى حصول تلاعب؛؛ بل ان العائد من المجوهرات 20% فقط
بعدما عرفت السعودية بأن المجوهرات اغلبها مزيفة وكثير منها مفقود تم تكليف العناصر الأمنية في السفارة السعودية بإدارة عملية التحقيق و عملية المتابعة لهذه القضية وهم الدبلوماسيين عبدالله البصري فهد الباهلي احمد السيف
كانت المهمة صعبة على هؤلاء لأن المنطقة غير آمنة ويوجد عصابات تدعمها الشرطة هذا غير تورط كبار ضباط الشرطة باختفاء بعض المجوهرات
بعد أيام تمكن الدبلوماسيين السعوديين من التوصل لأول الخيوط في الجريمة حيث تثبت لديهم تورط عناصر من القصر الملكي التايلندي
وبعد نهاية عمل يوم شاق في السفارة،، كان الدبلوماسيين الثلاثة ذاهبون لمنازلهم وأوقف عبدالله البصري سيارته وتوجه للدخول لمنزله ولكن كان هناك مجهول يترصد له واطلق عليه 3 طلقات وفارق الحياة فورا ...
وبعدها بخمس دقائق وعلى شارع أخر كان فهد الباهلي يقود سيارته ومعه أحمد السيف وعندما توقف أمام منزله فتح باب سيارته تقدم اليه رجل واطلق رصاصة اصابت الباهلي برأسه واتجه القاتل بسرعة إلى السيف واطلق عليه طلقتان وقضى عليهم...
الحكومة التايلندية متهاونة وتحاول التهرب من القضية وتقول أن الدبلوماسيين قتلوا من قبل مافيا بسبب خلافات بينهم على تأشيرات وعقود عمل في السعودية!!!
و يقول القائم بالأعمال السعودي أن التايلنديين يعرفون الحقيقة المرة لكنهم لا يجرؤون على البوح بها و هذه الحقيقة هي أحد كبار الضباط قدم الماسة الزرقاء الى شخص من الطبقة التي لا تمس في تايلند و كانت عمليه الإهداء بمثابه تأمين تحفظ له ما سرقه من المجوهرات
بعد مقتل الدبلوماسيين كان هناك رجل أعمال سعودي وهو محمد غانم الرويلي( ويقال أنه مرسل من السعودية للبحث عن القضية بطريقة سرية) وتقول بعض الرويات أنه صديق للدبلوماسيين وفي مكالمة هاتفيه مع صديق له في الدمام قال الرويلي أنه يعرف أشياء خطيرة عن القضية وسوف يصرح بها إذا جاء للسعودية
وقبل مغادرة الرويلي من بانكوك يقول ابن عمه وشقيق زوجته أنه اتصل عليه وقال أنه خلال 24 ساعة سيغادر تايلند ولكن...
بحسب تصريحات ضابط متقاعد لاحقا تبين أن هناك5 رجال من كبار الشرطة التايلندية قبضوا على الرويلي وأخذوه إلى فندق وحققوا معه عن علاقته بالدبلوماسيين السعوديين الذين قتلوا قبل 11 يوم
بعدها اخذوه الى مزرعة قرب بانكوك وتم قتله واحراق جسده ثم سحق عظامه وطحنه وإلقائها بالبحر لإخفاء الجريمة
النهاية.. بعد هذه الجرائم والتهاون من السلطات التايلندية وقفت السعودية التأشيرات للعمالة التايلندية ومنعت مواطنيها من السفر الى تايلند. #رفع _حظر_السفر_لتايلاند
ملاحظة: هناك عمليات قتل حدثت هناك لمواطنين تايلنديين وتجار أيضا مشتركين بالجريمة ولكن سردها يطول الموضوع ولا تهمنا حيث أنها تصفية بين حرامية لكسب أكبر حصة من المجوهرات واخفاء خيوط الجريمة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكاتب الكويتي عبدالله الجار الله رحمه الله

لماذا سمي بريك السيارة ب( الجلنط)؟

قصة صاحب مطعم هرفي😋👌🏻