قناديل البحر
في هذه الأيام من الصيف في كل سنة عندما تصل حرارة سطح مياه البحر الى 29-30 درجة مئوية تتكاثر قناديل البحر الكبيرة الحجم وتنتشر فجأة وبسرعة حيث تصل كثافتها أحياناً الى بضع مئات في كل 100 متر مربع من المياه وتطفو على سطح الماء أو في الأمتار القليلة تحت وجه الماء مما يحدث ذعراً عند السابحين وخوفاً لدى رواد البحر. كما يشتكي منها أيضاً الصيادون بسبب تخريبها شباك الصيد. ما هي هذه الحيوانات وما هو دورها وتأثيرها في الحياة البحرية وأثرها على الإنسان؟
قناديل البحر معروفة منذ القدم من عهد أرسطو بسبب ميزة بعض الأنواع اللاسعة. أول من اكتشف قنديل البحر من نوع Pelagia noctiluca في البحر المتوسط كان أحد البيولوجيين ويدعى François Péron أثناء رحلة نابوليون الى مصر العام 1775.
قناديل البحر Jellyfish هي حيوانات بحرية من فصيلة الجوفيات والأبريات، واسعة الانتشار في جميع البحار والمحيطات، لاسيما في المياه الدافئة والمناطق الاستوائية، كذلك في مياه البحر المتوسط، حيث تطفو سابحة ببطء في الطبقات السطحية من الماء وتنقلها التيارات البحرية الى المياه الضحلة فتقذفها الأمواج على رمال الشواطئ وعلى الصخور. وسميت بقناديل البحر بسبب شكلها شبه الدائري ولونها شبه الشفاف المائل الى الأبيض الشاحب أو المزرقّ.
يتكون الجسم من 95% من الماء و5% من الأنسجة الرقيقة مما يجعلها تتحلل بسرعة بعد خروجها من الماء. أجسامها قرصية الشكل تشبه المظلة أو الجرس في مظهره العام، حيث يتحدّب السطح العلوي ويبدو مقعّراً من الناحية البطنية حيث فتحة الفم، وتزيّن الحواف لوامس مجوّفة فيها خلايا لاسعة متراصة عدة كما توجد على الحواف ثمانية لوامس تحتوي على أعضاء حسيّة تعرف بالأكياس اللمسية وظيفتها حفظ التوازن لتجعل الحيوان دائماً في وضع ثابت بحيث يكون الفم وهو على شكل صليب في الأسفل وظهر مظلته في أعلى الجسم. تلتقط قناديل البحر الغذاء بواسطة أذرع مجهزة بخلايا خيطية تتمدد في الماء لتقتل الضحية أو تشل حركتها قبل أن تبتلعها وتهضمها في الجوف المعدي بواسطة أنزيمات تفرزها الغدد الهاضمة.
معظم قناديل البحر لاحمة تتغذى على الأسماك والرخويات والقشريات. وهي دائماً في حالة ابتلاع الأكل، بحيث أنها تبتلع كل يوم مرات عدة أكثر من وزنها طعاماً.
أجسام قناديل البحر شبه شفافة ذات ألوان زرقاء أو بنفسجية أو أرجوانية أو صفراء.
تتكاثر هذه الحيوانات بسرعة فائقة وجسمها مهيأ ومسلّح بأعضاء تسمح لها العيش في ظروف صعبة. إذا كانت الأنواع الصغيرة غير مؤذية للإنسان فإن الأنواع الكبيرة لاسعة وقد تحدث التهابات جلدية عند الإنسان فور ملامستها الجسم تتبعها عوارض وأوجاع ملتهبة كالحريق يمكن أن تؤدي الى الإغماء.
توجد مئات الأنواع من قناديل البحر، الصغيرة منها تدعى «مادوسه» Medusae وهي أنواع غير لاسعة، وقد رصدنا ودرسنا حوالي 75 نوعاً منها في المياه اللبنانية، أما الأنواع الكبيرة المعروفة بقناديل البحر وهي من فصيلة Scyphomedusae يوجد منها حوالي 200 نوع في جميع المحيطات منها 15 نوعاً لاسعة. وهي في غالبيتها تطفو سابحة في الماء بينما بعض الأنواع قاعية تعيش في قاع البحر وعلى جميع الأعماق. يوجد من هذه القناديل 6 أنواع في المياه اللبنانية والحوض الشرقي للبحر المتوسط منها نوع وحيد لاسع ويدعى Ropilema nomadica . هذا النوع مهاجر من البحر الأحمر الى الحوض الشرقي للبحر المتوسط وقد تأقلم في مياهنا وبدأ يتكاثر وينتشر في أوائل التسعينيات على طول الشواطئ بين شهري تموز وآب.
تتكاثر قناديل البحر بشكل كبير حيث الذكر والأنثى منفصلان، تقذف الحيوانات الناضجة جنسياً الحوينات والبيوض من الفم الى الماء حيث تلتحم فتتلقح وتعطي بيوضاً تفقس بعد ساعات لتعطي يرقات تعيش عشرة أيام سابحة مع العوالق ثم تنزل الى القاع بعمق بين متر واحد و20 متراً، حيث تتثبت على قاعدة صلبة لتصبح في مرحلة «بوليب» تنمو عليها براعم تتحول الى يرقات صغيرة تتفلت من البوليب الأم وتسبح في الماء على شكل «ميدوسات» صغيرة ثم تنمو خلال أسابيع وتصبح قناديل كبيرة ناضجة جنسياً. وهكذا فإن الدورة الحياتية عند قناديل البحر تمرّ بمرحلتين أثناء التكاثر: مرحلة تكاثر جنسي عند «الميدوسه» ومرحلة تكاثر نباتي عند «البوليب». إن سرعة التكاثر والنمو عند قناديل البحر وغزارة الكميات تتأثر بعوامل فيزيوكيميائية المحيط المائي.
أسباب التكاثر
تظهر قناديل البحر فجأة بأعداد كبيرة عندما تصل حرارة الماء الى 27-30 درجة ويكون الضغط الجوي مرتفعاً نسبياً وعندما يكون فرق حرارة الماء بين الشتاء والصيف قليل. وإذا كانت كميات العوالق التي تشكل الغذاء الأساسي لقناديل البحر متوافرة بكثرة فإن سرعة التكاثر عندها تكون أكبر، هذا ما يجعل تفاوتاً كبيراً في كميات القناديل بين سنة وأخرى. هذه الحيوانات تأخذها التيارات البحرية الى مسافات بعيدة حتى تصل الى المياه الشاطئية الضحلة، حيث ولدت فتقذفها الأمواج على الشاطئ حيث تنتهي.
الخلايا الشوكية واللوامس تنتشر في الطبقة الخارجية للجلد. هذه اللوامس بطول حوالي 10 سم عندما تتمدّد تصل الى عشرات الأمتار وحتى إذا مات الحيوان فإن الخلايا الشوكية تبقى حية وعندما تلامس أي جسم تخرج شوكتها الدقيقة وتغرزها في الجسم الغريب وتحقن مادة سامة مخاطية تفرزها الخلايا الشوكية فتحدث امراراً وحروقاً جلدية ملتهبة وتقرحات عند الإنسان وتشل الحركة عند الحيوانات الغريبة. المادة السامة تحتوي على مواد سامة وأنزيمات معدية. بعد ستة اشهر من اللسعة تظهر العوارض ذاتها في المكان المصاب.
فقناديل البحر مثلها مثل أي مجموعة من الأنواع، لها أهميتها في السلسلة والشبكة الغذائية ضمن المنظومة التي تعيش فيها. إن الكميات الهائلة من اليرقات التي تنتجها تشكل مورداً غذائياً لكثير من الأحياء البحرية لاسيما الأسماك ، فهذه الحيوانات تشكل جزءاً مهماً من مصادر الثروة السمكية البحرية لأن قناديل البحر تشكل غذاء لحيوانات أخرى لاسيما السلاحف البحرية. لكن الإنسان بحكم طبيعته ووجوده لا ينظر الا الى مصلحته الخاصة فينسى أو يتناسى أنه نوع مثل ملايين الأنواع الحية ولا بد له أن يقوم بدوره الأيكولوجي بشكل طبيعي حتى يؤمن لنفسه حياة سعيدة وللبيئة البيولوجية التوازن والاستدامة.
كيف نتعامل مع اللسعة؟
في حال التعرض الى لسعات قناديل البحر ما العمل وكيف نتصرف؟
- عدم لمس الجلد المصاب باليد حتى لا تصاب اليد بالسم.
- عدم حك المكان المصاب بالرغم من الحروق والتقرّح حتى لا تتمدد الحروق.
- فور التعرض للسعة قنديل بحر يجب ألا يخاف المصاب أو يصرخ ويجب الخروج بسرعة من الماء وإعلام مرافقيه أو رواد البحر على الشاطئ.
- غسل المكان المصاب بماء البحر من دون حكاك.
- نزع اللوامس والخلايا الشوكية بواسطة قفازات أو بقطعة خشب.
- عدم غسل المكان المصاب بالماء العذب أو وضع قطعة قماش مبللة بالماء العذب.
- رش سبيرتو أو أي كحولي أو خلّ ... على المكان المصاب لقتل الخلايا الشوكية.
- وضع مرهم بلسم كورتيزوني ضد الألم على المكان المصاب.
قناديل البحر معروفة منذ القدم من عهد أرسطو بسبب ميزة بعض الأنواع اللاسعة. أول من اكتشف قنديل البحر من نوع Pelagia noctiluca في البحر المتوسط كان أحد البيولوجيين ويدعى François Péron أثناء رحلة نابوليون الى مصر العام 1775.
قناديل البحر Jellyfish هي حيوانات بحرية من فصيلة الجوفيات والأبريات، واسعة الانتشار في جميع البحار والمحيطات، لاسيما في المياه الدافئة والمناطق الاستوائية، كذلك في مياه البحر المتوسط، حيث تطفو سابحة ببطء في الطبقات السطحية من الماء وتنقلها التيارات البحرية الى المياه الضحلة فتقذفها الأمواج على رمال الشواطئ وعلى الصخور. وسميت بقناديل البحر بسبب شكلها شبه الدائري ولونها شبه الشفاف المائل الى الأبيض الشاحب أو المزرقّ.
يتكون الجسم من 95% من الماء و5% من الأنسجة الرقيقة مما يجعلها تتحلل بسرعة بعد خروجها من الماء. أجسامها قرصية الشكل تشبه المظلة أو الجرس في مظهره العام، حيث يتحدّب السطح العلوي ويبدو مقعّراً من الناحية البطنية حيث فتحة الفم، وتزيّن الحواف لوامس مجوّفة فيها خلايا لاسعة متراصة عدة كما توجد على الحواف ثمانية لوامس تحتوي على أعضاء حسيّة تعرف بالأكياس اللمسية وظيفتها حفظ التوازن لتجعل الحيوان دائماً في وضع ثابت بحيث يكون الفم وهو على شكل صليب في الأسفل وظهر مظلته في أعلى الجسم. تلتقط قناديل البحر الغذاء بواسطة أذرع مجهزة بخلايا خيطية تتمدد في الماء لتقتل الضحية أو تشل حركتها قبل أن تبتلعها وتهضمها في الجوف المعدي بواسطة أنزيمات تفرزها الغدد الهاضمة.
معظم قناديل البحر لاحمة تتغذى على الأسماك والرخويات والقشريات. وهي دائماً في حالة ابتلاع الأكل، بحيث أنها تبتلع كل يوم مرات عدة أكثر من وزنها طعاماً.
أجسام قناديل البحر شبه شفافة ذات ألوان زرقاء أو بنفسجية أو أرجوانية أو صفراء.
تتكاثر هذه الحيوانات بسرعة فائقة وجسمها مهيأ ومسلّح بأعضاء تسمح لها العيش في ظروف صعبة. إذا كانت الأنواع الصغيرة غير مؤذية للإنسان فإن الأنواع الكبيرة لاسعة وقد تحدث التهابات جلدية عند الإنسان فور ملامستها الجسم تتبعها عوارض وأوجاع ملتهبة كالحريق يمكن أن تؤدي الى الإغماء.
توجد مئات الأنواع من قناديل البحر، الصغيرة منها تدعى «مادوسه» Medusae وهي أنواع غير لاسعة، وقد رصدنا ودرسنا حوالي 75 نوعاً منها في المياه اللبنانية، أما الأنواع الكبيرة المعروفة بقناديل البحر وهي من فصيلة Scyphomedusae يوجد منها حوالي 200 نوع في جميع المحيطات منها 15 نوعاً لاسعة. وهي في غالبيتها تطفو سابحة في الماء بينما بعض الأنواع قاعية تعيش في قاع البحر وعلى جميع الأعماق. يوجد من هذه القناديل 6 أنواع في المياه اللبنانية والحوض الشرقي للبحر المتوسط منها نوع وحيد لاسع ويدعى Ropilema nomadica . هذا النوع مهاجر من البحر الأحمر الى الحوض الشرقي للبحر المتوسط وقد تأقلم في مياهنا وبدأ يتكاثر وينتشر في أوائل التسعينيات على طول الشواطئ بين شهري تموز وآب.
تتكاثر قناديل البحر بشكل كبير حيث الذكر والأنثى منفصلان، تقذف الحيوانات الناضجة جنسياً الحوينات والبيوض من الفم الى الماء حيث تلتحم فتتلقح وتعطي بيوضاً تفقس بعد ساعات لتعطي يرقات تعيش عشرة أيام سابحة مع العوالق ثم تنزل الى القاع بعمق بين متر واحد و20 متراً، حيث تتثبت على قاعدة صلبة لتصبح في مرحلة «بوليب» تنمو عليها براعم تتحول الى يرقات صغيرة تتفلت من البوليب الأم وتسبح في الماء على شكل «ميدوسات» صغيرة ثم تنمو خلال أسابيع وتصبح قناديل كبيرة ناضجة جنسياً. وهكذا فإن الدورة الحياتية عند قناديل البحر تمرّ بمرحلتين أثناء التكاثر: مرحلة تكاثر جنسي عند «الميدوسه» ومرحلة تكاثر نباتي عند «البوليب». إن سرعة التكاثر والنمو عند قناديل البحر وغزارة الكميات تتأثر بعوامل فيزيوكيميائية المحيط المائي.
أسباب التكاثر
تظهر قناديل البحر فجأة بأعداد كبيرة عندما تصل حرارة الماء الى 27-30 درجة ويكون الضغط الجوي مرتفعاً نسبياً وعندما يكون فرق حرارة الماء بين الشتاء والصيف قليل. وإذا كانت كميات العوالق التي تشكل الغذاء الأساسي لقناديل البحر متوافرة بكثرة فإن سرعة التكاثر عندها تكون أكبر، هذا ما يجعل تفاوتاً كبيراً في كميات القناديل بين سنة وأخرى. هذه الحيوانات تأخذها التيارات البحرية الى مسافات بعيدة حتى تصل الى المياه الشاطئية الضحلة، حيث ولدت فتقذفها الأمواج على الشاطئ حيث تنتهي.
الخلايا الشوكية واللوامس تنتشر في الطبقة الخارجية للجلد. هذه اللوامس بطول حوالي 10 سم عندما تتمدّد تصل الى عشرات الأمتار وحتى إذا مات الحيوان فإن الخلايا الشوكية تبقى حية وعندما تلامس أي جسم تخرج شوكتها الدقيقة وتغرزها في الجسم الغريب وتحقن مادة سامة مخاطية تفرزها الخلايا الشوكية فتحدث امراراً وحروقاً جلدية ملتهبة وتقرحات عند الإنسان وتشل الحركة عند الحيوانات الغريبة. المادة السامة تحتوي على مواد سامة وأنزيمات معدية. بعد ستة اشهر من اللسعة تظهر العوارض ذاتها في المكان المصاب.
فقناديل البحر مثلها مثل أي مجموعة من الأنواع، لها أهميتها في السلسلة والشبكة الغذائية ضمن المنظومة التي تعيش فيها. إن الكميات الهائلة من اليرقات التي تنتجها تشكل مورداً غذائياً لكثير من الأحياء البحرية لاسيما الأسماك ، فهذه الحيوانات تشكل جزءاً مهماً من مصادر الثروة السمكية البحرية لأن قناديل البحر تشكل غذاء لحيوانات أخرى لاسيما السلاحف البحرية. لكن الإنسان بحكم طبيعته ووجوده لا ينظر الا الى مصلحته الخاصة فينسى أو يتناسى أنه نوع مثل ملايين الأنواع الحية ولا بد له أن يقوم بدوره الأيكولوجي بشكل طبيعي حتى يؤمن لنفسه حياة سعيدة وللبيئة البيولوجية التوازن والاستدامة.
كيف نتعامل مع اللسعة؟
في حال التعرض الى لسعات قناديل البحر ما العمل وكيف نتصرف؟
- عدم لمس الجلد المصاب باليد حتى لا تصاب اليد بالسم.
- عدم حك المكان المصاب بالرغم من الحروق والتقرّح حتى لا تتمدد الحروق.
- فور التعرض للسعة قنديل بحر يجب ألا يخاف المصاب أو يصرخ ويجب الخروج بسرعة من الماء وإعلام مرافقيه أو رواد البحر على الشاطئ.
- غسل المكان المصاب بماء البحر من دون حكاك.
- نزع اللوامس والخلايا الشوكية بواسطة قفازات أو بقطعة خشب.
- عدم غسل المكان المصاب بالماء العذب أو وضع قطعة قماش مبللة بالماء العذب.
- رش سبيرتو أو أي كحولي أو خلّ ... على المكان المصاب لقتل الخلايا الشوكية.
- وضع مرهم بلسم كورتيزوني ضد الألم على المكان المصاب.
تعليقات
إرسال تعليق