مابين الزلفي والمجمعة
(ما بين الزلفي والمجمعة) يروي الشيخ محمد الفراج قصة سمعها من أحد كبار السن حدثت في قرية قريبة من مدينة الزلفي في المملكة العربية السعودية قال: “هلّ علينا رمضان وليس عندنا ما توقد عليه نار ولا تمر, فخشيت أن ينقضي شهر رمضان ويحل العيد وليس عندنا لا تمر ولا طعام, فضاقت بي الدنيا, وقلت: أذهب واحتطب من إرطى النفود لأبيعها على القرى المجاورة.. والارطى عبارة عن عروق شجر تستخرج من تحت رمال النفود بصورة سطحية وليست عميقة تستخدم بدل الفحم ، أضاف: بقيت أياما احتطب في نهار الصيام من نفود الضويحي حتى استطعت ان أحمل راحلتين من خشب الإرطى فسِرتُ بالناقتين إلى سوق مدينة المجمعة لأبيع الحمولة, لكن السوق شبه خال وخامل, ويبدو أن البلوى عامة والكساد شامل, وأنا على أمر عظيم من الجوع والجهد والسهر والبرد, فأذّن الظهر ، وما وقف عليّ أحد يرغب بالشراء, صليت الظهر ورجعت ومكثت إلى العصر, ثم صليت العصر, ومكثت أنتظر, ثم أذّن المغرب, وحلّ الظلام ، وأنا لا زاد ولا مأوى ، وبينما أنا في همّي وتفكيري .... إذ مر بي رجل كبير متأبطاً بشته مستعجل الخطى ليدرك فطوره, فالتفت إلي وقال: يا ولدي إن مكثت هكذا فإنك ستمرِح في مك...